حقق إنتر ميلان حامل لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا في موسمها الماضي فوزاً سهلاً ومتوقعاً على نظيره سيونغنام الكوري الجنوبي بطل آسيا بثلاثة أهداف دون رد اليوم الأربعاء على إستاد مدينة زايد الرياضية، في إطار الدور نصف النهائي ضمن بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم التي تستضيفها الإمارات حالياً.
وهي المرة الثانية التي يتأهل فيها فريق إيطالي إلى الدور النهائي من البطولة حيث سبق أن تأهل ميلان إلى المباراة النهائية من النسخة الرابعة عام 2007، قبل أن يتوّج باللقب بعد أن فاز على بوكا جونيورز الأرجنتيني في النهائي بأربعة أهداف مقابل هدفين.
سيواجه بذلك إنتر ميلان مازيمبي بطل دوري أبطال أفريقيا في المباراة النهائية التي ستقام يوم السبت القادم على إستاد مدينة زايد الرياضية الذي سيشهد أيضاً في اليوم ذاته إقامة مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين إنترناسيونال البرازيلي وسيونغنام الكوري الجنوبي.
افتتح التسجيل لإنتر ميلان لاعب الوسط الصربي دييان ستانكوفيتش في الدقيقة الثالثة وأضاف الظهير الأيمن الأرجنتيني خافيير زانيتي الهدف الثاني في الدقيقة 32، وفي الدقيقة 73 اختتم المهاجم الأرجنتيني دييغو ميليتو التسجيل بإحرازه الهدف الثالث.
الشوط الأول
شهدت انطلاقة المباراة إصابة مبكرة جداً لنجم إنتر ميلان وصانع ألعابه الهولندي ويسلي سنايدر الأمر الذي أجبر الإسباني بينيتيز مدرب الفريق على إخراج اللاعب في الدقيقة الأولى وإجراؤه لتغيير اضطراري لم يتوقعه الجميع على الإطلاق، بخروج سنايدر ونزول البرازيلي تياغو موتا.
ووسط فرحة لاعبو سيونغنام بخروج أحد أهم اللاعبين وأمهرهم على صعيد كرة القدم العالمية تقدم لاعب الوسط الصربي الدولي دييان ستانكوفيتش وتوغل بالكرة داخل منطقة الجزاء دون أدنى مضايقة من جانب مدافعي الفريق الكوري ثم سدد تصويبة أرضية زاحفة سكنت الشباك معلنة تقدم بطل أوروبا بهدف مبكر جاء في الدقيقة الثالثة من بداية اللقاء.
لجأ لاعبو سيونغنام إلى الخشونة المتعمدة وشهدت الدقائق الأولى من بداية اللقاء سقوط أكثر من لاعب من الجانب الإيطالي بسبب الاندفاع القوي من جانب لاعبي الفريق الكوري الجنوبي الأمر الذي دفع الحكم البنمي روبيرتو مورينو إلى احتساب عدد من الركلات الحرة المباشرة على حدود منطقة الجزاء الكورية لم يستفد منها الإنتر.
حاول لاعبو سيونغنام التماسك والاعتماد على التحضير في وسط الملعب والهجوم المنظم لاختراق دفاعات الإنتر الحصينة إلا أن انقضاض لاعبي الفريق الإيطالي القوية حالت دون حدوث أي خطورة على مرمى الحارس البرازيلي جوليو سيزار.
وعلى الجانب الآخر استغل حامل لقب دوري أبطال أوروبا اندفاع لاعبي الفريق الكوري واعتمد على الانطلاقات السريعة استغلالاً لمهارة وسرعة مهاجمي الفريق الأرجنتيني دييغو ميليتو والكاميروني صامويل إيتو، وقاد ميليتو هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 20 كادت أن تنتهي بانفراد صريح إلا أن التدخل السريع من الدفاع الكوري حال دون تهديد مرمى الحارس الدولي سونغ ريونغ.
استمر الاندفاع البدني القوي من جانب لاعبي سيونغنام وفي الدقيقة 31 حصل الاسترالي ساشا أوغنينوفسكي على بطاقة صفراء إثر عرقلته لستانكوفيتش من الخلف.
وواصل إنتر سيطرته التامة على أحداث ومجريات الشوط الأول وفي الدقيقة 32 كان الجميع على موعد مع أحد أجمل أهداف البطولة حتى الآن عندما توغل الأرجنتيني خافيير زانيتي من الجانب الأيمن ومرر كرة بينية رائعة إلى المتحرك دائماً دييغو ميليتو فاستلم ميليتو الكرة ومررها من لمسة واحدة بكعبه إلى زانيتي مرة أخرى بعد أن ضرب دفاع سيونغنام بالكامل، فلم يتوان زانيتي قائد الفريق عن تسديدها مباشرة في المرمى مسجلاً ثاني أهداف بطل أوروبا في المباراة.
تحسن أداء سيونغنام قليلاً بعد تلقي شباكهم الهدف الثاني وشهدت الدقيقة 37 أولى الفرص الحقيقية للفريق الكوري عندما أطلق المونتنغري رادونسيتش تصويبة صاروخية أخرجها سيزار ببراعة إلى ركلة ركنية هي الأولى لبطل آسيا في اللقاء حتى الآن.
في الدقيقة 42 كاد سيونغنام أن يقلص الفرق عندما احتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء الإيطالية انبرى لها الكولومبي مولينا ولعبها بإتقان على رأس سونغ هوان الذي سددها في المرمى إلا أنها ذهبت إلى خارج الملعب بجوار القائم الأيسر لسيزار.
ومع نهاية الشوط الأول تراجع لاعبو إنتر لتأمين مرماهم والحفاظ على شباكهم نظيفة ونشط لاعبو سيونغنام أملاً في إحراز هدف يضيقون به الفارق ويعودون من خلاله إلى المباراة وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع احتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء إنتر انبرى لها مولينا وسددها إلى خارج الملعب فأطلق الحكم صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بتقدم إنتر ميلان بهدفين نظيفين.
الشوط الثاني
بدأ الشوط الثاني بنشاط متوقع من سيونغنام وكاد سونغ كوك أن يضيق الفارق عندما استلم تمريرة طولية من الحركة وأطلق تسديدة مباشرة إلا أنها ذهبت فوق العارضة، ورد ميليتو بتسديدة أرضية على حدود منطقة الجزاء أمسكها بصعوبة سونغ ريونغ على دفعتين في الدقيقة 48.
عاود لاعبو إنتر سيطرتهم الكاملة ومع الدقيقة 50 استلم المقدوني غوران بانديف بمهارة الكرة على صدره وأطلق تسديدة قوية ذهبت إلى خارج الملعب.
واعتمد لاعبو إنتر ميلان على التمريرات القصيرة السريعة في وسط الملعب لضرب الدفاع الكوري من العمق في الوقت الذي لجأ فيه سيونغنام إلى التمريرات الطولية الساقطة على حدود منطقة الجزاء الإيطالية بغية الوصول سريعاً إلى مرمى سيزار.
ورويداً رويداً بدأ اللعب يميل لصالح أبطال آسيا وانكمش لاعبو إنتر في المقابل واعتمدوا على تضييق المساحات والتكتل الدفاعي داخل منطقة الجزاء وفي الدقيقة 56 أطلق مولينا أفضل لاعبي سيونغنام وأنشطهم تسديدة قوية من على حدود منطقة جزاء الإنتر ذهبت إلى خارج الملعب.
على الرغم من قلة هجمات إنتر ميلان منذ انطلاق الشوط الثاني إلا أنها كانت هجمات مؤثرة ففي الدقيقة 60 كاد ستانكوفيتش أن يحرز الهدف الثالث لفريقه والثاني له عندما استلم تمريرة بانديف الدقيقة فسدد مباشرة في المرمى من داخل منطقة الجزاء إلا أن ريونغ ارتدى قفاز الإجادة وأخرج الكرة بصعوبة لركلة ركنية، وبعد خمس دقائق تهيأت الكرة أمام جاي شول في وسط ملعب إنتر فأطلق تسديدة صاروخية مفاجئة ذهبت فوق عارضة جوليو سيزار بسنتيمترات قليلة.
ودفع سيونغنام ثمن اندفاعه الهجومي حيث انكشفت المساحات الخالية في دفاعه وهو ما استغله على أكمل وجه لاعبو إنتر ميلان، ففي الدقيقة 73 انطلق ستانكوفيتش ومرر تمريرة بينية رائعة إلى إيتو الذي توغل داخل منطقة الجزاء وسدد تصويبة قوية أبعدها ريونغ بصعوبة لترتد إلى ميليتو الذي حاول تسديدها أولاً برأسه إلا أن الكرة ارتدت من الدفاع إليه مرة أخرى فأودعها في الشباك الخالية بسهولة معلناً تسجيل ثالث أهداف الفريق الإيطالي في المباراة.
حاول لاعبو سيونغنام الضغط وتسجيل هدفاً شرفياً، إلا أن إنتر ميلان كان قد قبض بخبرته تماماً على مجريات اللقاء وتحكم في أحداثه، إذا مال مدافعو الفريق الإيطالي إلى الانكماش الدفاعي والضغط بقوة على الكوريين الأمر الذي أصاب أبطال آسيا باليأس فانحصر اللعب في وسط الملعب ومرت الدقائق الباقية على نهاية اللقاء بدون أي خطورة حقيقية على المرميين حتى أطلق الحكم مورينو صافرته معلناً نهاية اللقاء، بفوزٍ هام لإنتر ميلان أخرج الفريق من حالة انعدام التوازن التي أصابته بسبب عثراته المتكررة مؤخراً سواء في الدوري المحلي أو في بطولة دوري أبطال أوروبا، وعبر به إلى المباراة النهائية في مواجهة العملاق الأفريقي مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية يوم السبت القادم.
باتشوكا يحرز المركز الخامس
وفي إطار البطولة ذاتها أحرز باتشوكا المكسيكي بطل الكونكاكاف المركز الخامس بفوزه على الوحدة بطل الإمارات بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقت الأصلي 2-2.
وسجل إسماعيل مطر في الدقيقة 44 ومحمد خميس في الدقيقة 77 هدفي الوحدة، والأرجنتيني من أصل كرواتي داريو سفيتانيتش في الدقيقتين 82 و89 هدفي باتشوكا.
وشهدت المباراة طرد الإماراتي حمدان الكمالي في الدقيقة 72، وركلة جزاء ضائعة لباتشوكا أهدرها البارغواياني ادغار بينيتيز الذي أطاح بالكرة عالياً في الدقيقة 73.
وكان الوحدة في طريقه إلى إحراز المركز الخامس بعد أن تقدم بهدفين حتى الدقيقة 82، لكن خبرة لاعبي باتشوكا لعبت دورها فترجموا فرصتين من الفرص الكثيرة التي سنحت لهم في الشوط الثاني، كما استفادوا من النقص العددي فأدركوا التعادل وحسموا النتيجة بركلات الترجيح.
وكان الوحدة فاز في مباراته الأولى على هيكاري يونايتد من بابوا غينيا الجديدة 3-صفر، في حين خسر