في عهود من الظلام والنظرة الدونية
للأنثى رُبط بين تراجع عمل المبيضين وبين التبدلات النفسية الطارئةعلى
المرأة فيما وُجِدَ في كتابات تعود للقرن التاسع عشر(1887م) المقولة
التالية:
(المبيضان وبعد سنوات طويلة من الخدمة,لايملكان القدرة على التراجع
والتقاعد عن العمل بشكل لبق,ولكن يصبحان متهيجين,حيث ينقل هذا التهيج للعقد
البطنية والتي بدورهاتنقل التهيج للدماغ,مسببة اضطرابات بالنسيج الدماغي
يعبرعنها بالنرفزة الشديدة أوهجمات من الحماقة أوالجنون)
وظل الاعتقاد السائد بالربط بين التغيرات الطارئة على جهاز التكاثر الأنثوي
وبين الاضطرابات السيكولوجية الأنثوية بمنتصف العمر المرتبطة
بالبيئة(كزواج الأولاد,فقدان الأب أو الأم)
مسيطراً حتى فترة حديثة العهد, ولم تدرس الدراسة العلمية الكافية والأن
وبالدراسات الحديثة والموضوعية وُجِد أن معظم المشاكل الناشئة لدى الإناث
ذوات الأعمار المتوسطة هي نتاج معتقدات وتأثيرات ثقافية واجتماعية خاطئة ،
وهذالايعني ان ننفي التأثيرات الهرمونية بشكل مطلق.
ولكن فلنطمئن النساء بأن هذه الحادثة هي حادثة حياتية سوية وليست مرضا.
لم الإهتمام بسن اليأس الأن؟
حدثت قفزات واسعة في مجال الطب بالقرن التاسع عشر والقرن العشرين, أطالت
فترة الحياة لدى كل من الذكورو الإناث على حد سواء حيث أن الإنسان الأن
يعيش بعد سن الأربعين نصف حياته سواء كان ذكراً أم أنثى.وبدأت الاختلاطات
تشكل عبئاً مادياً على الاقتصاد بشكل عام وعلى الفرد بشكل خاص فلماذا
لاتدرس هذه الظواهربموضوعية وتوضع خطط لعلاجها اذا وُجِدت أو يتدارك أمرها
قبل حدوثها وتشخص مبكراً وتعالج وقائياُ وهي الطريقة الأوفر سواء على الفرد
أو المجتمع بالمنظور البعيد.
تعاريف:
- سن اليأس:هو الفترة الزمنية التي يحدث فيها توقف دائم للطمث بعد خسارة الفعالية المبيضية.
- الفترة ماحول سن اليأس: هي الفترة المباشرة ما قبل سن اليأس وما بعده
- الإياس:هي كلمة أكثر شمولية تشير للفترة الزمنية عندما تمر المرأة بمرحلة
انتقالية من الحياة التكاثرية إلى سنوات مابعد سن اليأس وهي فترة تتميز
بنقص الوظيفة المبيضية
- العمر الوسطي لسن اليأس هو50-52 سنة
- والعمر الوسطي لبدء فترة ما حول سن اليأس هو5, 47
- وفي معظم النساء كانت الفترة الانتقالية لما حول سن اليأس هي حوالي 4 سنوات.
ومن العوامل المؤثرة على انقطاع الطمث: استخدام مانعات الحمل الفموية,الحالة الأجتماعية والأقتصادية,العامل الوراثي.
من أسباب حدوث سن اليأس الباكر: التدخين,العيش بمرتفعات عالية.
أوهام يجب دحضها:
هل الحالة الجنسية تتأثر بسن اليأس؟
الحالة الجنسية هي سلوك مدى الحياة يبدأ منذ الولادة وممكن قبل الولادة
وينتهي بالموت.وفكرة انها تنتهي مع التقدم بالعمر هي فكرة غير منطقية
فالحاجة لأصدقاء مقربين وللعناية والرفق تستمر مدى الحياة. في أيامنا هذه
كبار السن يعيشون حياة أطول وبصحة جيدة وبتعليم جيد ووقت فراغ كبير مع وعي
جيد للحاجة الجنسية.
أهم تغيران يؤثران على الحالة عند التقدم بالسن هونقص السائل المزلق
المهبلي ونقص بمرونة المهبل,مما يؤدي لعسرة الجماع ولكن نقص الفعالية
الجنسية لايعزى فقط للتغيرات الهرمونية الطارئة بقدرمايعزى لقوة العلاقة
بين الزوجين والحالة الفيزيائية لكل منهما وبشكل عام الأشخاص الفعالين
جنسياً بشكل باكر بالحياة يستمرون بالحفاظ على الفعالية الجنسية مع تقدم
السن.
أعراض سن اليأس:
• عسرة الجماع الناجمة عن الضمور المهبلي التي تؤدي إلى الأحساس بالجفاف
والتهيج والحرقة والتمشيح بعد العلاقة الزوجية وشكوى الضمور المهلبي.
• أشيع لدى النساء غير الفعالات جنسياً بالمقارنة مع النساء ذوي العلاقة
الزوجية الطبيعية نظراً لأن الفعالية الجنسية تحفظ تروية المهبل ودورانه.
• تباعد الطموث,عدم انتظام الطمث حتى توقفه,نقص الدفق الطمثي أوغزارته,تناقص الإباضة حتى توقفها بشكل نهائي,نقص الخصوبه
• الهبات الساخنة (عدم الاستقرار الوعائي)
• أعراض نفسية: قلق ،كآبة ،تهيج ،على الرغم من صعوبة إثبات ارتباط هذه الاعراض مع التغيرات الهرمونية الحاصلة بالجسم.
• تشكل اللحيمات الإحليلية ، عسرة التبول ، حكة ناجمة عن الضمور المهبلي،زحير بولي،التهاب مثانة وإحليل لاجرثومي.
• مشاكل صحية عامة مرتبطة بالتبدلات الهرمونية: تخلخل العظام,زيادة معدل
الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية,ضمور الجلد بشكل عام ونقص مرونته الناجم
عن نقص الكولاجين.
التبدلات الهرمونية الطبيعية الطارئة في سن اليأس:
تطرأ التغيرات الهرمونية التالية بشكل تدرجي عند الأنثى في أربعينياتها حيث
يزدادهرمون(FSH)المفرز من النخامة مع نقص بهرمون الإنهيبين((inhi6in
المثبط للــ (FSH) مع مستويات طبيعية من(الإستراديول) والهرمون الملوتن((LH
حيث أن إنتاج هرمون (الإستراديول) يبقى سوياً إلى أن تنفذ الجريبات
المبيضية وعندها يتوقف بشكل دائم ، كمية( التستوستيرون) المفرزة في جسم
الانثى بعد سن اليأس هي نفسها الكمية المنتجة خلال سنوات النشاط التناسلي
حيث أنها لاتتغير.
مع تمنياتنا للجميع بالصحة والعافية