يؤكد الدكتور: رؤوف رشدى المستشار الطبى للمنظمة العربية قائلا إنه من المعروف أنه ينتج عن التدخين أكثر من 200 مادة كيميائية مثل النيكوتين وأحادى أوكسيد الكربون يعبران الدورة الدموية المشيمية وصولاً إلى الدورة الدموية للجنين، مما يسبب نقصاً فى مستوى الأكسجين لدى الجنين، وبالتالى نقص فى معدل نمّوه داخل الرحم، كما يؤدى التدخين إلى ازدياد نسبة الولادة المبكرة لمواليد ناقصى الوزن ويعانى هؤلاء المواليد مصاعب عديدة بعد الولادة مثل ضعف مستوى الذكاء وصعوبات التحصيل الدراسى.
وحاليا يجرى المزيد من الأبحاث على العلاقة بين التدخين فى الأشهر التى تسبق الحمل وخلال الثلث الأول منه وبين التشوهات الخلقية فى القلب للأجنة وازدياد حالات الشفة الأرنبية.
كما يتعرض حديثو الولادة أحياناً للإصابة بجلطات وريدية ناتجة عن زيادة عدد كرات الدم الحمراء والتى ازدادت لديه لتعوض نقص الأكسجين، ويلاحظ ازدياد ما يعرف "موت المهد" ما بعد الولادة لدى مواليد الأم المدخنة بثلاثة أضعاف مقارنة مع الأم غير المدخنة، بالإضافة إلى شيوع حالة التهابات الشعب التنفسية، وحالات الربو عند المواليد الجدد الذين يدخن أباؤهم بجوارهم.
وحينما يوضح الطبيب ذلك لحالاته من النساء المدخنات تجد بعضهن يذكرن قصة ولادة مواليد طبيعيين لصديقاتهن المدخنات، والإجابة عن ذلك سهلة جدا بأن نشرح بأن كلمة "طبيعى" ليست حقيقية تماماً فقد تظهر أعراض وخيمة على المدى البعيد على هؤلاء المواليد لم تكن واضحة عند الولادة.