كشفت دراسة أميركية صدرت هذا الأسبوع عن ارتباط العفن والرطوبة بالربو ومشكلات الجهاز التنفسي الأخرى.
فقد توصل تقرير بحثي أصدره معهد الطب التابع للأكاديميات الوطنية بواشنطن إلى دليل كاف على أن أحوال التعفن والرطوبة تؤثر سلبا على مرضى الربو الذين لديهم حساسية إزاء العفن كما تتسبب في كحة وضيق التنفس وأعراض الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة) لدى الأصحاء.
ووجد فريق بحث بقيادة الدكتورة نورين كلارك عميدة كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان أن مرضى الربو هم الأكثر حساسية وعرضة للتأزم بسبب العفونة، لكن الأصحاء أيضا يمكن أن تنشأ لديهم أعراض مرضية "معتدلة" في الجهاز التنفسي إذا ما تعرضوا لها، مما يؤكد ضرورة الاستمرار في البحث للتوصل إلى كيفية تأثير العفونة على الصحة.
وتوصي الدراسة بأن يركز المهندسون المعماريون والمقاولون والملاك على تصميم وبناء المباني بما يكفل درجة مناسبة من الجفاف وحسن التهوية.
وأظهرت الدراسة إمكانية أن تسبب العفونة للأشخاص الأكثر عرضة، حالة مناعية تسمى "الالتهاب الرئوي بسبب الحساسية المفرطة".
”
أظهرت الدراسة إمكانية أن تسبب العفونة للأشخاص الأكثر عرضة حالة مناعية تسمى "الالتهاب الرئوي بسبب الحساسية المفرطة"، بل إن بعض الأدلة المحدودة تفيد أن الرطوبة قد تسبب قصر النفس، وأمراضا في الجهاز التنفسي لدى أطفال أصحاء
”
وتفيد بعض الأدلة المحدودة أن الرطوبة قد تسبب قصر النفس، وأمراضا في الجهاز التنفسي لدى أطفال أصحاء، ونشوء حالة ربو لدى الأفراد الأكثر حساسية وتعرضا. وقد يعود ذلك إلى العفونة والفطريات والبكتريا وحشرات الغبار وحتى صراصير المطابخ.
غير أن الدراسة لم تجد الدليل كافيا بالمعايير الأكاديمية الصارمة للدلالة على العلاقة السببية المباشرة بين العفونة والرطوبة وبين الربو وأمراض الجهاز التنفسي.
ولم تتناول الدراسة علاقة العفن "السام" بالسرطان أو الإجهاد أو المشكلات العصبية أو التناسلية. ورغم أن بعض أنواع العفن يمكن أن تنتج سموما تحت ظروف خاصة وفي أوقات معينة من دورة حياتها، لكن لا أحد يعلم بعد ما إذا كانت هذه السموم تؤثر على البشر.
كذلك لم يتوفر دليل صلب على إمكانية أن تسبب الرطوبة أو العفونة أمراضا أخرى كحالة خطرة تعرف بـ"النزيف الرئوي الحاد الذاتي العلة"، التي قد تحدث في الأطفال الصغار.
من ناحية أخرى أظهرت دراسة نشرت في العدد الماضي من مجلة Chest (الصدر) الصادرة عن الكلية الأميركية لأطباء الصدر، أن أطفال المدارس المرضى بالربو والمشاركين في برنامج مدرسي لرعاية مرضى الربو تقل معدلات غيابهم عن المدرسة بنسبة 34% عن معدلات غياب نظرائهم الذين لا يشاركون في البرنامج. كذلك حقق الطلاب المشاركون في البرنامج درجات نجاح أعلى في مادة العلوم وعانوا من أعراض ربو أقل من زملائهم غير المشاركين في برنامج الرعاية.
وقد شمل البرنامج حلقات تعليمية حول الربو للطلاب المرضى ولزملائهم، وحلقات تدريب حول إدارة المرض وأعراضه لأعضاء هيئة التدريس وأهالي الطلاب، واتصالات مع أطباء الأطفال المرضى لحثهم على إعداد واستكمال خطة عمل (بخصوص الربو) لكل طفل