أعلن باحثون أن العلماء ربما أخطأوا في فهم قاعدة رئيسية في علم الأحياء البشري.
وكان العلماء يعتقدون لعقود طويلة أن كل امرأة تولد بعدد من البويضات وأن هذه البويضات تنفد بمرور الوقت عندما تصل المرأة إلى سن انقطاع الطمث المعروف أيضا بسن اليأس.
غير أن اختبارات أجريت على الفئران أشارت إلى أن هذا الفهم قد يكون خطأ، إذ خلص باحثون إلى أن إناث الفئران تواصل إنتاج البويضات حتى في المراحل التالية لولادتها.
وقال الباحثون الذين نشرت دراستهم بدورية "نيتشر" العلمية إنه في حال حدوث الأمر نفسه مع البشر فإن ذلك سيكون له "استخدامات علاجية هامة."
قاعدة علمية
وقد تساهم الدراسة الجديدة في قلب أحد المفاهيم الرئيسية لعلم الأحياء البشري رأسا على عقب.
يذكر أنه في عام 1921 اقترح العلماء للمرة الأولى "مبدأ أساسيا في علم الأحياء" يقول إن كل سيدة تولد بعدد معين من البويضات، وإنها لا تتمكن من إنتاج بويضات أخرى في أي مرحلة من مراحل عمرها.
إذا افترضنا حدوث ذلك عند البشر فإنه سيكون اكتشافا عظيما
كريس بارات أستاذ الطب التناسلي
وبحلول عام 1951 أصبح هذا المبدأ قاعدة ثابتة بعد أن فند بحث علمي على ما يبدو جميع النظريات التي تقول بعكس ذلك.
ولم يستثنى من تلك النظرية وقتها سوى أجناس قليلة مثل ذبابة الفاكهة.
غير أن باحثين بكلية الطب بجامعة هارفارد قالوا إنه قد يتعين على العلماء إعادة النظر في هذه القاعدة الرئيسية من علم الأحياء.
وقام الباحثون بإعطاء أنثى فأر لم تبلغ بعد مادة كيماوية تقتل البويضات، غير أنهم وجدوا أن الفئران تستمر في إنتاج بويضات جديدة عوضا عن الميتة.
وقال الباحثون إن خلايا المنشأ الجذعية في مبيضي أنثى الفأر أنتجت هذه البويضات البديلة. وأقر الباحثون بأن نتائج هذه الدراسة تتعارض مع معتقدات معظم العلماء.
وأوضح الباحثون أنه "على الرغم من أن الاعتقاد الأول قد دام أكثر من 50 عاما، فإن الدراسة الحالية تقدم دليلا يتحدى صحة هذا الاعتقاد."
وفي حال إثبات هذه الدراسة فعالية عند البشر، فإن ذلك سيفتح أفاقا جديدة أمام العلماء في محاولة التوصل إلى سبل أفضل لمعالجة العقم وانقطاع الطمث.
"أسئلة هامة"
وقد رحب الخبير الأمريكي آلان سبرادلينج من معهد كارنيجي بواشنطن بنتائج هذه الدراسة.
وقال "السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل توجد خلايا جذعية في الرحم البشري؟"
ووصف كريس بارات أستاذ الطب التناسلي بجامعة برمينجهام نتائج الدراسة الجديدة بأنها "مدهشة."
وقال "إذا افترضنا حدوث ذلك عند البشر فإنه سيكون اكتشافا عظيما. وأعتقد أن من الواقعي تصور حدوثه نظرا للتشابه في تطور الرحم بين الفئران والبشر."
ويأتي الكشف عن هذه الدراسة بعد أيام من إعلان أطباء في الولايات المتحدة نجاحهم في إعادة زرع أنسجة من المبيض في رحم سيدة تبلغ من العمر 36 عاما.
وكانت أنسجة الرحم قد استئصلت من السيدة منذ ستة أعوام قبل أن تتلقى علاجا كيماويا لسرطان الثدي.
وقال الأطباء في دورية لانسيت الطبية إن المرأة تتمتع حاليا بمبيضين عاليي الكفاءة، وقالوا إن هذا الأسلوب قد يساعد في يوم ما نساء أخريات على استعادة خصوبتهن.