إجراء التشخيص والجراحة للأعضاء الداخلية، كالكبد والبنكرياس وغيرهما، دون الحاجة لاختراق أو شق فتحة في جدار البطن. وبهذا فإن الأسلوب الجديد يعد بجراحات أسرع التئاما وأقل ألما
يطلق على الأسلوب الجراحي الجديد الجراحة بالمنظار (ftp)مرورا بالغشاء البريتوني عبر القناة الهضمية، وفيه يتم تمرير"مجهر دقيق مرن يسمى المنظار بالإضافة إلى الأدوات الجراحية الدقيقة المطلوبة، عبر فتحة الفم إلى المعدة. ثم يتم عمل ثقب دقيق في جدار المعدة، ومنه إلى ثقب آخر في الغشاء البريتوني –وهو الغشاء الدقيق الذي يغلف كل الأحشاء– وحينها يستطيع الأطباء الوصول إلى العضو الداخلي المصاب، سواء كان الكبد أو الطحال أو الأمعاء أو الرحم، ويكون بمقدورهم إصلاح عطبه جراحيا
وأشار الدكتور أنطوني كالو -الذي قاد الفريق البحثي- في تقريره الذي نشره هذا الشهر في مجلة مناظير القناة الهضمية إلى أن ذلك الأسلوب سيحل غالبا محل الأساليب الجراحية الحالية، مثل الجراحة المفتوحة، لأنه أقل تعديا على جدار البطن
ولتقدير أمان وفاعلية طريقة Ftp الجراحية قام الباحثون بتجريب ذلك الأسلوب في أخذ عينات جراحية من أكباد خنازير تجارب، تحت تخدير كامل. حيث قاموا أولا بغسل مَعِدات الخنازير بمحلول مضاد للبكتيريا لضمان عدم انتشار أي عدوى داخل الأحشاء
ثم أجري ثقب دقيق في الغشاء البريتوني، ثم ضخ فيه هواء لرؤية أفضل للأعضاء الداخلية، ثم أخذت عينات من الأكباد، ثم عولج مكان الثقب الشق بمشابك جراحية. وبملاحظة الحالة الصحية للخنازير على مدى الأسبوعين التاليين، تبين أنها لم تتعرض لأي انتشار للعدوى في الأحشاء، كما لم تنتج أي آثار جانبية للجراحة، والتأم موقعها تماما في زمن قصير
وذكر التقرير الذي نشره الباحثون أن الأسلوب الجراحي الجديد يستفيد من حقيقة أن جدار المعدة يلتئم بصورة أسرع من الجلد، كجلد البطن مثلا، مما يجعل هذه الجراحات أسرع التئاما
ومن ناحية أخرى فإن الأسلوب الجديد –وكما ذكر التقرير– يتحدى مخاوف الجرّاحين من إجراء أي ثقب في جدار المعدة أو الأمعاء أو الغشاء البريتوني باعتبار أن ذلك ربما يؤدي إلى انتشار العدوى بصورة لا يمكن التحكم فيها. حيث أثبت باحثو جونز هوبكنز أنه باتباع أساليب متقنة لمنع انتشار العدوى داخل الأحشاء، فإن إجراء الجراحة عبر اختراق محدود لجدار المعدة والغشاء البريتوني ربما يكون أسلوبا جراحيا ناجعا، أكثر من الأساليب التقليدية
يذكر أن باحثين متخصصين في القناة الهضمية من خمس جامعات حول العالم قد كونوا مجموعة تسمى مجموعة أبولو تتعاون الآن لإنتاج مناظير أكثر دقة وأصغر حجما، وينتظر طرحها خلال العام المقبل. وستساعد المناظير الجديدة على الإسراع بتطبيق أسلوب Ftp الجراحي على البشر. وقد تمكنت مجموعة أبولّو بالفعل من إنتاج تقنية تمكن الجرّاحين من أن يَخيطوا موقع الجراحة باستخدام المناظير