تُعرف ملحمة انزو بنصين رئيالنص البابلي القديم ويعود إلى بداية الالف الثاني, ويتضمن جزءا صغيرا من الرواية.سيين.
بطل هذه الرواية هو ننكرسوا, اله محارب وراعي مدينة جرصو في وسط بلاد ما بين النهرين.
ازدهرت هذه المدينة في اواخر الالف الثالث, وقد عرفت من خلال نقوش كوديا, وهو حاكم سومري أعاد بناء انينو, معبد ننكرسو,
ونظم نقوشا طويلة تكريما للحادثة.
عثر الفرنسيون على اشياء دقيقة خلال حفرياتهم للطبقات الارضية التي تعود لتلك الحقبة. تحمل جميع هذه الاشياء صورة انزو وهو نسر برأس اسد. على اي حال, لم يُعثر حتى الان على نص سومري للقصة.
اما شخصية انزو في الملحمة السومرية لوكال بندا, فتتمتع بمزايا مختلفة تمام وتلعب دورا اخرا. انزو, لوكال بندا, هو طائر كريم خيّر. اثناء غيابه يقوم بطل الملحمة باطعام صغاره.
من جهة اخرى, باستطاعتنا ان نتبين من خلال قراءتنا للنص البابلي ان اجزاءه قد كتبت باختصار ولم تُعد المقاطع المكررة بحرفيتها كاملة.
وفي هذا النص يُلقّب ننكرسو بـ "الرب", او ربما "ايل". ويقوم الاله شارا بدور رئيسي فيها. كان اله اوما ، وهي مدينة في اواسط بلاد ما بين النهرين ، ازدهرت في اواخر اللف الثالث فقط ولم تكن ذات اهمية بعدئذٍ.
اما النص البابلي المعتمد فيعود إلى الالف الثالث قبل الميلاد, ويتألف من حوالي 720 بيتا موزعا على الواح ثلاثة يحوي كل واحد منها اربعة اعمدة, عُثر على بعضها على مواقع اشورية ربما عادت إلى القرن السابع قبل الميلاد, منها نينوى.
بطل هذا النص هو ننورتا, مركز عبادته كالح, حاليا نمرود, من عواصم ملوك الارشوريين خلال القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد.
ونجد قبالة جدران معبد ننورتا منحوتات حجرية ضخمة تمثل معركة كونية وهي ربما من نصوص ملحمة انزو. في هذه القصة يلقب ننورتا بـ "بل", وهي توازي سامية الغربية "بعل".
اما المقاطع المكررة فاعيدت كاملة بحرفيتها. ان توثيق النصوص الذي عثر عليه في تربيصو يشير إلى ان القصة المدونة كانت معروفة لدى الحوريين الذين تعاظمت سلطتهم بين اواسط واوخر الالف الثاني, وقد احكموا سيطرتهم احيانا على اشور من مدنهم في الشمال الغربي.
تدور احداث القصة حول امتلاك لوح الاقدار. يشبه النص الروائي ملحمة الخليقة إلى حد بعيد من حيث الصراع بين الهة الخير لاستعادة لوح الاقدار, ومن حيث اطلاق التسميات والطبائع على الاله - البطل المنتصر.
تورد الابيات الاولى موضوع الملحمة بصيغة المفرد للضمير المتكلم, الذي يمثل المشد او الشاعر. وتشبه هذه الابيات إلى حد بعيد الابيات الاولى في ملحمة ايرا وايشوم. ويتشابه كل من نركال وننورتا في بعض صفحاتهما الشخصية.
وكما في ايرا وايشوم, تقع هزيمة انزو بواسطة شبكة على يد نركال اي ايرا, ويتم التغلب على شياطين اساكو.
ان صراع ننورتا للتغلب على شياطين اساكو معروف فقط من خلال النص السومري للمعركة الكونية التي دعيت لوكال- اي, وقصة مرافقة عرفت بـ أن- كيم. لاقت القصتان رواجا شعبيا واسعا خلال الالف الثاني وبداية الالف الاول قبل الميلاد, يحمل الاله السومري ننورتا سلاحه الموثوق شارور.
يلعب هذا السلام في ملحمة انزو دورا مهما كحارس لننورتا في ساحة القتال. اما في معركة لوكان - اي, فنجد الالهة العظمى ننماح, والدة ننورتا, تمدح ابنها, وقد اطلق عليها اسم ننخرساك. وهكذا ايضا في ملحمة انزو, فان والدة ننورتا بلت -ايلي, او مامي, تدعم ابنها وقد اطلق عليها لقب جديد هو "سيدة جميع الالهة".
وقد تعرفنا على اعمال اخرى قام بها ننورتا من خلال بعض المراجع. من بين هذه الاعمال: ذبح الرجل الثور في البحر, وذبح الحمل البري ذي الرؤوس السبعة.
ان ملحمة انزو وتأثيراتها على روايات اخرى تدل على ان بعض المواضيع الشائعة في السرد القصصي تُطرح في روايات مختلفة. ويتبناها مختلف الالهة في اماكن متفرقة ويتكيفون معها.