هذي خـآطرة قرآتهـآ لآكاديمي عراقي في الدنمـآرك ..
د.آكــرم هـآوس .~
ذات يوم.. بعد ان تفرقنا..ذهبت انا..
الى خدمة الوطن... او هكذا سمي..احمل السلاح.. لاقتل اناسا لا اعرفهم..
و لا هم يعرفون..
نعم.. في الحروب.. الجنود الى ادوات قتل.. يتحولون
قتل اي كان.. دون هوية.. كما تفعل السكاكين ..
فهي لا تعرف للضحية هوية.. السكاكين..
اما انت..فذهبت.. لا ادري الى اين..
اشتقت اليك.. اشتقت الى دفئك..
وسط اعاصير الحرب.. و قتل المساكين...
جئتك ملهوفا احمل بعض اخباري..
جئتك ملهوفا.. احمل حبي.. اشواقي... همومي و احلامي..
جئتك ملهوفا.. احمل امالي و الامي.. تعرفين.. انت امالي و شفاء لالامي..
انت كل هذا و ذاك..
ماذا اقول.. و ماذا عساي اذكر... من لوعاتي..
لكن و اسفاه.. ضاعت لهفتي.. ضاعت.. ضاعت...
يا ويلتي.. لم اجدك بانتظاري..
و يمر الزمان و مازلت اذهب هنا و هناك ..علني اراك
ابحث في كل زاوية... عند بيتك.. عند كل البيوت و الزقاقات و الاطلال..
و ما اكثرها تلكم الاطلال..
ابحث عند بقايا قصور الاغنياء و عند بيوت الصفيح.. مساكن الفقراء..
سألت كل من اعرفهم .. و من لم اعرف ..
وجدت ... يا لسذاجتي... كثيرا من هؤلاء يحملون ذات الاحلام و الاوهام...
سألت كل الاحياء و كل الاموات... سألت من ينام على قارعة الطرقات ..
و سألت المعدومين و من وقف للشنق على الاعواد
سألت الارواح التي هاجرت و سألت نزيل السجون ...و السجان..
سألت الناس جميعا و الحاكمين... و المحكومين..
سألت الاطفال... سألت كل الرجال و النساء..
سألت حتى تتلك العجوز الغبراء..
سألت الذاهبين الى الحرب..
و القادمين.. الممزقين في الاكفان.....
سألت الشهداء منهم....
و اولئك الموسومين بالجبناء..
و لكني لم اجدك.. فقررت ان اهجر... بلاد التعساء
علني اجدك.. او اجد مع الذين غادرو.. و هم كثيرون.. كثيرون .. كثيرون..
اجد طيفا من ذكراك...
غادرت وطني...
وطني... اي وطن... و هل بقي من الوطن..
غير الدماء.. و رائحة الموت... و الركام..
قطعت البحار مفجوعا.. و الصحارى و الوديان..
ابحث تحت كل صخرة.. في كل بركة ماء.. عند الشواطيء و عند كل الينابيع و البحران..
سألت الاشجار و الطيور و الاسماك ..
سألت كل الحشرات و الديدان..
سألت كل من يعرف و من لا يعرف..
حتى الذين غاصوا رؤوسهم تحت الرمال... سألت حتى النعام
سألت الاطفال... سألت من ولد منهم.. و من لم يولد.. و من لن يولد..
سألت كل العاشقين و كل العاشقات...
سألت كل امرأة.. ممن لم تجد في حياتها حبا..
و سألت كل السعداء...
كل المحرومين.. كل البؤساء و المقهورين..
سـألت كل الجميلات.. ممن يقفن ساعات و ساعات..
اما المرأة...
و سألت اللواتي لا يجدن وقتا... للعشق و لا طريقا للهفوات
ولكن.. لم اجدك.. و طال انتظاري..
ثم قررت ان اعود ادراجي الى هناك.. حيث كنا ذات يوم معا..
قررت ان اعود الى.. ما كان يوما وطنا للحب و قيارة للانغام..
ولكن.. يا لبؤسي.. عاثت فسادا.. اقدام الغرباء..
و يا لهوتي ابن الوطن..
لم يكن اقل ميلا للخراب و الدمار..
الوطن غدا اليوم ايقونة .. لكل ما طاب و لذ من الاثام...
لا اعرف ان ارى ما ارى.. هل احتضر..
او مصاب بالهذيان...
لم اعد اعرف شيئا... كل الاشياء تتحرك... تتغير..
الحب.. الوطن.. و اشياء..اشياء كثيرة...
كنا نؤمن يوما بها... أمست.. لتجار الحرب.. لعبة ذكية..
وجدت نفسي...غريبا.. على الرصيف..مركونا..
عنك .. و عن تلك الاشياء القديمة ابحث..
ابحث في حفر ذاكرتي و قبر زماني..
ما زلت انعش نفسي.. بعطر خيالاتي عنك و كثرة اوهامي..
لقد ارهقني اللهاث.. و طول الزمان... و لكن هيهات .. هيهات..
ساظل اركض هنا و هناك داخل نفسي...
علني اجدك.. فمازلت متلهفا .. لاسرد لك قصتي و اخباري..
فارجوك.. اينما كنت.. اعلمي .. انا..
قادم.. ارجوك كوني .. في انتظاري..