الإرث المتوارث
أشارت الساعة للسابعة صباحاَ معلنة بداية عام دراسي جديد ولم يكن يقض هدوء المدينة سوى صراخ وضحكات الطلاب المتجهين نحو مدارسهم من كل المراحل وفي الطريق نحو المدرسة حيث سار فتى بشعر أشقر طويل وناعم يصل لمنتصف ظهره وتدلت خصلات منه على كتفيه فيما كان الشرود بادِ في عينيه الزرقاوات البراقتين في حين كانت بشرته بيضاء صافية ،سار في طريقه نحو المدرسة والعديد من الأحداث تتهافت على ذاكرته .
داخل إحدى الغرف الصغيرة حيث استلقى رجل عجوز على السرير بتعب فتح الباب ودخل الفتى مسرعاَ وقال:
-أبي
فنظر الرجل إليه وقال:
-لين
فجلس الفتى بجانبه وأمسك بيد والده الممدودة نحوه وقال:
-اصبر يا أبي سيصل الطبيب حالأ
-لا داعٍ لهذا أعرف أن نهايتي قد حانت
-لا تقل هذا يا أبي أرجوك
-لين اسمعني هناك ما يجب أن تعرفه
-ماذا؟
-حقيقة عائلتك يا بني
-حقيقة عائلتي
أجل لين نحن ننتمي إلى مصاصي الدماء
فاعتلت الدهشة وجه الفتى وقال :
-مصاصي الدماء
-أجل
-أبي ما الذي تقول
-لين في العالم الخفي بعيداَ عن عالم الشر هذا تعيش خمس ممالك مصاصو الدماء والسحرة والصيادون وكائنات الضوء وكائنات البحر ونحن ننتمي لمصاصي الدماء
-ولكن يا أبي نحن لا نشبههم نحن نسير في الشمس ونأكل كل شيء
-مهمتنا التي كلف أجدادك بها أجبرتنا على أن نندمج مع البشر وأن نتعايش معهم لذا تزوجنا منم وعاما بعد عام اكتسبنا صفاتهم
-أبي
-دعني أكمل كلامي المهمة التي وكل أجدادك بها هي حماية البوابة التي تمتلكها مملكة مصاصي الماء في عالم البشر وهي مهمة عظيمة النجاح بها يعني حماية عالمنا وقد حظيت أسرتنا بهذا الشرف
-شرف؟
-أجل البوابة تقع في هذا القصر يا لين والآن هو دورك
-دوري
-أجل يا بني أنت من سيعتمد عليه عالمك الآن في حماية بوابته
ولكنه لم يجب من شدة الصدمة فقال والده:
-أرجوك يا بني عدني أن تحمي البوابة بروحك
ولكن الكلمات توقفت في حلقه فقال والده:
-عدني يا بني
فقال بصعوبة:
-أعدك
فبدت الراحة على وجه الرجل الذي سرعان ما سلم الروح ليرقد بسلام فقال ين :
-أبي أبي
ولكنه لم يجبه فبدت الدموع في عينيه وقال:
-لا
وانكب على السرير وهو يبكي .
فتح لين عينيه وهو يقف أمام بوابة المدرسة فنظر إليها وقال:
-هذه هي
ودخل إليها.
وداخل أحد الصفوف الذي امتلأ بالطلاب فتيان وفتيات يتحدثون معاَ بسعادة عن العطلة ،دخل الأستاذ للصف يتبعه لين فجلس كل واحد في مكانه فيما وقف الأستاذ أمامهم وقال:
-صباح الخير
فقالوا معاَ:
-صباح الخير أستاذ بول
-كيف كانت إجازاتكم؟
-كانت جميلة
-بل رائعة
-وماذا عنك أستاذ؟
-لم تكن بتلك الروعة
فقال أحدهم:
-لا بد انك أمضيتها في المدن الأثرية
فضحك الجميع ولكن الأستاذ أوقفهم قائلاَ:
-حسناَ هذا يكفي لدينا طالب جديد اليوم ؟
وأشار نحو لين وقال:
-عرف عن نفسك
فقال بصوت هادئ:
-أدعى لين كاند 18عاماً سعدت بلقائكم
فقال الاستاذ:
-ألديكم اية أسئلة؟
فقال أحد الطلاب بسخرية:
-هل انت حقاً فتى؟
فنظر لين إليه بدهشة وقال:
-ماذا تعني؟
-إنك تشبه الفتيات كثيراً
وانفجر الجميع بالضحك فيما حافظ لين على هدوئه فقال الأستاذ:
-كارلوس ما هذا الكلام ؟
فقال بسخرية:
-ماذا هل أكل القط لسانك؟
فقال لين بهدوء:
-أسف لا أرد على من هو أقل شأناً مني
-ماذا قلت؟
فقال الأستاذ:
-هذا يكفي يا كارلوس ، لين اختر مقعداً لك
فأجلا ببصره على الصف ليستقر على أخر مقعد من ناحية النافذة وجلس عليه بهدوء فبدأ الأستاذ بشرح الدرس فيما ألقى لين ببصره خارج النافذة .
وبعد أن انتهى الدرس خرج الأستاذ من الصف فاتجه كارلوس نحو لين وقال:
-أنت
ولكن لين لم يجبه ، فرفع كارلوس لكمته موجهها نحو لين ولكن الأخير أمسكها بيده ونظر إليه بغضب وقال:
-اسمعني جيداً أولاً أنا لست في مزاج مناسب لأتشاجر معك ثانياً الأفضل لك أن لا تقاتل محترفاً في الفنون القتالية ثالثاً لا تقترب مني
وأنهى كلامه بلكمة على وجه كارولس أسقطته أرضاًمما أثار الفزع بين الطلاب الذي وقفوا يراقبون ما يجري برعب وصمت لم يقطعه سوى فتح باب الصفبقوة ، فنظروا للقادم ليجدوا شاباً بشعر بني وملامح مرحة قال:
-مرحباً
ولكنه فوجئ من فقال:
-ماذا هناك ؟
ولمح كارولس على الأرض فاتجه نحوه وقال بسخرية:
-كارلوس على الأرض يا الجمال من فعل بك هذا أيها القوي؟
فأشار نحو لين الذي كان جالساً على مقعدهفقال الفتى:
-فتاة فعلت بك كل هذا
واتجه نحوه وقال:
-مرحباً يا أنسة يبدو أنك جديدة في الصف وقوية أيضاً فلا أحد تمكن من التغلب على ذلك الأحمق سواي
فضغط لين على يده بغضب فيما حاول الطلاب تحذير الفتى الذي استمر في ثرثرته قائلاً:
-لم تخبريني باسمك يا عزيزتي
ولكن لي صرخ في وجهه:
-هلا اغلقت فمك؟
-لا لا لا لا هذا التصرف لا يليق بفتاة جميلة مثلك
-ماذا؟
ووجه له لكمة ولكن الفتى صدها وأمسك يده ليلويها للخلف وقالك
-تحتاجين للمزيد من التدريب
ولكنه وجه له ركلة على قدميه فتفادها الفتى للخلف وقال:
-رأيتِ؟
فصرخ لين:
-أنا فتى أيها الأحمق
فقال الفتى بغباء:
-فتاة
ونظر حوله نحو الطلاب وقال:
-لِم لَم تخبروني؟
ولكن إحدى الفتيات ضربته بكتابها على رأسه وقالت:
-لأنك تثرثر منذ دخلت الصف أي إذاعة ابتلعت هذه المرة؟
-إذاعة رويتان
-ساندر
-حسناً حسناً يا دينا
ونهض واتجه نحو لين وقال:
-أنا أسف حقاً لقد اعتقدت أنك فتاة
وهمس في أذنه:
-حتى أنني كنت سأطلب منك أن تخرج معي
ففقد لين أعصابه وأطاح به بلكمة قوية ألصقته بالحائط في نهاية الصف فهمست صديقة دينا في أذنها:
-ماذا قال له في رايك؟
-شيئ غبي بلا ريب
ثم نظرت للين الذي جلس مكانه وقالت:
-لين أريد أن أقول شيئاً ولكن لا تغضب حسناً
-حسناً
-بالنسبة لك فإن شعرك الطويل هو ما يشبهك بالفتيات إنه أطول من شعري حتى لِم لا تقصه
-فلمس خصل شعره وقال:
-لا أستطيع فهو كل ما يذكرني بأمي
فقال رفيقة دينا:
-وأين هي؟
فنهرتها دينا:
-ديما
-أسفة
فقال لين :
-لا عليك أمي توفيت بعد ولادتي بشهر
-ماذا؟
-أجل لهذا أعتبر شعري ذكرى منها
فاتجه ساندر نحوهم وقال:
أنت تدين لي باعتذار
فنظر لين إليه وقال:
-ماذا؟
- أجل لقد ألمتني بشدة
-تستحق ذلك لقد اعتدت على أن أشبه بالفتيات لكن أحداَ لم يتمادى مثلك
-آه حقا
-أجل
-لمعلوماتك لست أنا السبب في هذا لأنني
ولكن لينا ضربته بالكتاب على رأسه وقالت:
-ألا يمكنك أن تصمت ولو لدقيقة؟
-ريما هذا مؤلم
فقالت بنفاذ صبر:
-لا أعرف ما هو الشيء الوحيد الذي يصبرني عليك للآن
فقال بمكر:
-طبعا وسامتي وخفة دمي
فقالت دينا:
-بالله عليك يا ساندر أنت أخر من يتكلم عن الوسامة وخفة الدم
فتظاهر بالبكاء وقال:
-هذا ظلم حقيقي
ولكن ريما شدته من أذنه فبدأ يصرخ كطفل صغير فيما كان الجميع يراقبانهما وهم يضحكون فيما قالت دينا:
-أليسا مضحكين؟
فنظر لين إليها وقال :
-مضحكين
-أجل إنهم معاَ من الصف الخامس ولا يمكنهما العيش بدون بعضهما ومع ذلك لا يملا ن من الشجار
فنظر لين إليهما وراقبهما بهدوء.